أفضل طريقة لتصبح شحاتاً محترفاً
يعتقد البعض أن مهنة الشحاتة مهنة من لا مهنة له.. إلا أن للشحاتة أصول وقواعد لا بد للقارئ أن يلم بها.. فالشحاتة لم تعد السبيل الوحيد لمن لا مهنة له بل أصبحت في حد ذاتها مهنة يصل بعض ممارسيها لدرجة الإحتراف..
في هذا الموضوع سنحكي معا عن الأنواع والتقنيات المختلفة لمهنة الشحاتة..
أنواع الشحاتين يختلف باختلاف درجة احترافهم وتمرسهم.. فهناك الشحات المبتدئ والنص نص، وهناك الشحات الحاصل على الماجستير والدكتوراه في هذه المهنة.. اوعو تفتكرونى شحاته قديمه ولا حاجه
أنواع الشحاتين يا عزيزي كالتالي:
*=*=*=*=*=*=*
شحات موديل قديم
و هو الشحات المبتدئ الغير محترف.. وهذا الشحات يلتزم بالتقاليد القديمة الخاصة بمهنة الشحاتة.. وهي المدرسة الكلاسيكية في الشحاتة..
هذا الشحات يرتدي ملابس مهلهلة وقد نبت ذقنه ونما شعره كي يريك كم هو بائس.. ويكتفي هذا الشحات بترديد بعض العبارات على غرار:
- لله يا بيه – إلهي تترد لك في عافيتك – إلهي ما يحوجك لحد!
و هي دعوات – كما لاحظت – تتمنى تحقيقها للأسف.. فتضطر لدفع ما فيه القسمة والنصيب – كما يقولون – كي تحظى بهذه المغريات التي قدمها لك.. المشكلة هنا هي أنه ليس سيدنا الخضر أو ولي من الأولياء كي تكون أبواب السماء مفتوحة له طوال الوقت.. ربما يكون وغدا نصابا يريد بعض المال كي يشتري بعض الكلة ليشمها..و هنا لا أعتقد أن دعواته مستجابة لهذا الحد الذي تظنه.. تدفع له وانت ونيتك بقى!
*=*=*=*=*=*= *
الشحات الرومانسي
هذا الشحات يتشابه في الشكل مع الشحات من النوع السابق.. إلا أنه أكثر احترافا واكتسب بعض المهارات والتقنيات العلمية الجديدة بمرور الوقت..
هذا الشحات يا سيدي يأتيك في الوقت الذي لا ينبغي له أن يتواجد فيه.. يعني مثلا:
تمشي في الشارع في أمان الله مع خطيبتك.. في هذه اللحظات الرومانسية حيث تكون أكثر تسامحا وحبا للحياة!.. يأتيك هذا الوغد الزنيم ويقترب منك ويقول بصوت مسموع لخطيبتك:
- حاجه لله يا بيه.. ربنا يخليلك المدام!
و هنا يضعك في مأزق فلسفي عميق.. أنت تعلم تماما أنه وغد وأنه استغل هذه اللحظة الجميلة.. لكنك إن لم تدفع له شيئا فربما تظن خطيبتك التالي:
- تظن أنك لا تحبها ولم تعجبك هذه الدعوة..بل وربما تفكر في أنك غير جاد في الموضوع!
- تظن أنك بخيل.. لا تدفع بعض القروش كي تظهر كرمك أمامها..
- تظن أنك غير حساس.. فربما تكون خطيبتك من النوع الحساس الذي لم يقابل هذا النوع من الشحاتين من قبل!
هنا تضطر صاغرا لدفع شيء ما لهذا الوغد لمجرد أن ينصرف..
أحيانا يقوم هذا النوع بحيلة أكثر براعة.. وهي أن يكون بائعا للورد أو لعقود الفل الذابلة.. وهنا تضطر للدفع صاغرا طالما إن الموضوع فيه ورد!
*=*=*=*=*=*= *
الشحات الصامت!!
وهذا النوع أكثر تطورا من كل ما سبق.. ربما لم تلاحظه بعد- لأن أسلوبه جديد نوفي- لكن بالتأكيد ستجده في مكان ما لو دققت النظر زي حالاتي
يعنى ممكن يقابلك وانت سايق مثلا منظرا يقطع نياط القلب
طفل صغير بجوار المطب – حيث تهدئ السيارات سرعتها- جالس على الرصيف يبكي.. وأمامه كرتونة بيض ساقطة على الأرض وقد انكسر كل ما فيها..
طبعا منظر مثير للشفقة.. هنا تفكر.. ربما هو ابن البواب وقد ذهب لشراء هذه الكرتونة، وينتظره الآن عقاب شنيع لا قبل له به..
هنا في هذا التكنيك تم وضع minimum charge للمبلغ الذي ستدفعه..فلا يجب أن يقل بأي حال من الأحوال عن سعر كرتونة البيض!
تدفع له وتشعر بالسعادة تغمر قلبك لهذا العمل النبيل الذي قمت به للتو.. إلا أن هذا الشعور يزول حين ترى نفس الولد في اليوم التالي لكن في مكان مختلف.. وأيضا قرب المطب حيث تهدئ السيارات سرعتها كي تراه.. يابن الذين!!!
وهناك تطبيق أكثر روعة لهذه الفكرة.. أسلوب تاني يعني لكن نفس الفكرة:
في مطلع الكوبري.. تجد عربية كارو مائلة للخلف – عشان المطلع – وقد سقط وتهشم كل ما بها من فخار.. وبجوارها رجل كبير يبكي على تحويشة العمر.. كم ستدفع له؟
ملعوبة مش كده؟
*=*=*=*=*=*= *
الشحات الفخم
تركن سيارتك في مكان ما.. يأتيك رجل وقور يرتدي بذلة أنيقة ويقترب منك قائلا:
- " لو سمحت.. أنا عربيتي البنزين خلص منها ونسيت المحفظة في بيتي .. والله أنا مكسوف منك ومحرج جدا.. بس ممكن أي مبلغ كده وهاخد رقم حضرتك عشان أردهولك!"
من رابع المستحيل أن تشك في هذا الرجل.. مستحيل طبعا..
تدفع له في ترحيب شديد على اعتبار إن الناس لبعضيها وخوفا من أن تتعرض أنت نفسك لهذا الموقف.. وترفض طبعا أن يأخذ رقم هاتفك.. عيب يعني مايصحش..
تدفع له طبعا وقد أرضيت ضميرك تماما.. تذهب للمكان الذي كنت تقصده وتظل هناك ساعات طويلة.. تنهي مشوارك وتعود لسيارتك مرة أخرى فتجد نفس الرجل لا يزال واقفا يكلم قائد سيارة أخرى، بينما السيارة التي أشار إليها وقال أنها سيارته، تجدها غير موجودة! من قال لك أنها سيارته أصلا؟ لقد أشار على أفخم سيارة في الشارع وأنت شربت المقلب!
لن تذهب إليه طبعا لتسترد ما دفعته.. برستيجك يمنعك من الإقدام على هذه الخطوة.. تركب سيارتك في هدوء داعيا عليه في سرك دعوات كفيله بإصابته بكل الأمراض التي يدرسونها في كلية الطب!
*=*=*=*=*=*= *
شحات الخدوم
هذا الشحات تجده في مكان ما يقدم لك خدمة لا تريدها.. كما أنها خدمة مالهاش لازمة أساسا!
خذ عندك مثلا:
بعد أن تنتهي من وجبتك في ذلك المطعم الشهير.. تذهب للحمام طبعا كي تغسل يديك..
تقوم بغسل يديك بهذا الصابون السائل الرديء الذي لا تحب ملمسه- لأنه يجعل يديك مزفلطة بعد الغسيل!- وبعدها تقوم بتجفيف يديك في المجفف الكهربي المثبت بالحائط.. ذلك الجهاز الذي يخرج هواءا ساخنا شبيها بالسشوار..
يتم تجفيف يديك سريعا فتهم بالانصراف.. فتجد شخصا ما يفتح لك الباب أو يقدم لك بعض المناديل الورقية من بكرة حقيرة في يده.. ويقول في لهجة آمرة حازمة تجمد الدم في العروق:
- " كل سنه وانت طيب يا بيه!"
هنا تفكر في الأمر.. ماذا ستفعل بهذه المناديل الورقية وقد جففت يديك أساسا؟
وتفكر أيضا: هل أنت عاجز فعلا عن فتح الباب؟ لقد فتحته عند الدخول فهل الخروج منه صعب ويحتاج لخبرات هذا المحترف؟
وتفكر أيضا: كل سنه وانت طيب على إيه؟ لا يوجد أعياد في هذه الفترة.. تتذكر كل المناسبات والأجازات والأعياد القريبة من هذا اليوم.. هل ربما يقصد يوم الديبلوماسي العالمي؟ يا له من مثقف!
ربما تدفع له لهذا السبب.. لكن ألم تلاحظ أن الجنيه الذي دفعته، كان نظير بعض المناديل من البكرة التي في يده؟ يعني هذا الشخص باع لك القطعة من هذا البكرة الحقيرة بجنيه.. يعني البكره كلها هاتجيب له كام؟
يعجبك هذا الفكر الاستثماري الذي يفكر به.. شايف التجارة؟
*=*=*=*=*=*= *
الشحات الزومبي!
هذا النوع من الشحاتين يتواجد بكثرة أمام بعض المستشفيات الحكومية..
تجد رجلا واقفا وقد بهدله مرض ما لا تدري ما هو.. يكشف صدره – مثلا – بصورة مبالغ فيها كي ترى الصفح الجلدي والحبوب الذي ملأته..
يقترب منك بمشية مترنحة تشبه مشية الزومبي – الموتى الأحياء – في أفلام الرعب القديمة..
هنا تضطر للدفع لسببين لا يخلوان من الوجاهة:
أولا: لأنه يبدو غلبانا فعلا وربما لا يجد الدواء الذي يشفي مرضه..
ثانيا: كي يتركك ولا يقترب منك أصلا.. فهذا النوع من الشحاتين يقترب منك بغلاسة وكأنه يقول: " لو مادفعتش هاعديك..أنا باقول لك أهه..!" لكنك لا تعلم أن الطب لا يعرف مرضا ينتقل عن طريق اللمس.. فتضطر للدفع!
المشكلة هنا هي أن هذا النوع يتواجد أمام المستشفيات غالبا.. مما يعطي انطباعا للسياح بأن حالة البلد ضنك وأن مريضا إلى هذه الدرجة لم يجد له مكانا في مستشفى فما بالك بالباقين؟ هذا ما يغيظني في هذا النوع من الشحاتين..
*=*=*=*=*=*= *
الشحات الغبي!
هذا الشحات يجبرك ألا تدفع له أصلا!
تجد شابا منهكا يقف وسط السيارات يتسول.. وفي يده الأخرى علبة غراء، يشم ما فيها من حين لآخر!!
فبالله عليك لم ستدفع لهذا الوغد؟؟ هل تعطيه مبلغا قليلا كي يشتري علبة غراء أخرى؟ أم مبلغا كبيرا فيتوقف عن شم الغراء وينتقل لشم الهيروين؟
تفكر في الأمر قليلا وتجد أن الأفضل لصحته ألا تعطيه شيئا أصلا!
هناك نوع اخر يجبرك الا تدفع له اصلا!
تجد شابا يقف على احد ابواب المحلات التجاريه وعليه ملامح القوه
وتجد يقول لك "حاجه لله يابيه" !!
فتتعجب من قوته و تقول لماذا لا يعمل ذلك الشخص ؟؟؟!!
وتتركه وتمشي
*=*=*=*=*=*= *
شحات الكيف
هذا الشحات تجده في اماكن كثيره و تجده يلبس ملابس الى حد ما مهلهله
وتجده لا يسئلك عن المال
ولكن تجده يقول لك "ممكن سجاره "؟!!
وتنظر له متعجباً !!
وطبعاً لو انت غير مدخن ستتركه مدخن
اما لو انت مدخن فستقول انه من الأفضل ان يقلع عن التدخين
وستتركه وترحل ايضاً
*=*=*=*=*=*=*=*
الشحات المجتهد
هذا الشحات تجده تحديدا في وسط البلد.. ويفترض فيك أنك جاهل لم تلق تعليما محترما!
تجد طفلا جالسا على الرصيف يبيع المناديل – بل غالبا لا يبيع شيئا – وأمامه كراسة مدرسية يكتب فيها شيئا ما في تركيز..
هنا يعطيك الطفل عن نفسه الانطباع بالتالي:
هذا الطفل ظروفه المادية صعبة جدا مما جعله يمارس التسول, لكنه – المسكين – مجتهد ويصر على التعلم والمذاكرة رغم كل شيء، يا للإجتهاد!
منظر يقطع القلب بصراحة.. تخرج محفظتك بينما تحاول جاهدا أن تكتم الدموع التي ملأت عينيك.. وتقترب منه كي تعطيه شيئا ما..
لكن استنى يا عم.. بتعمل إيه؟
ألم تلاحظ شيئا مريبا في هذا المنظر؟
الطفل يذاكر في كراسة مدرسية.. لكن أين الكتاب؟
هل كنت تذاكر – في أي مرحلة من مراحل التعليم – في كراسة فقط؟ ما هذا النوع من المذاكرة؟
لا بد من كتاب مدرسي ما تحل منه الواجب أو تحفظ منه النص أو تقرأ فيه شيء ما.. أما هذا النوع فلم تمارسه في حياتك من قبل!
تتأمل ما يكتبه فتجد أشياءا لا معنى لها.. كلمات وأرقام ودوائر.. ليس موضوعا للتعبير كما افترضت.. هذا العيل ينصب عليك وقد خدعك منظره فعلا!
ألم أقل لك أنها مهنة لها محترفيها؟
*=*=*=*=*=*= *
الشحات المعوق:
هذا الشحات يقترب منك جدا ليريك عاهته بكل وضوح وصراحة وفجاجة.. يعني لو كانت ذراعة مقطوعة، فلا بد من أن يشمر لك الكم كي ترى البتر بنفسك.. وهكذا..
هذا النوع يغيظني جدا جدا.. لسبب بسيط..
صاحب الاحتياجات الخاصة ليس أقل من الإنسان العادي، لكنه – فقط – مختلف.. لأنه منتج وقوي وسيصل لكل ما يريده بقوة إرادتك وإصراره.. ألم يكن أول معاق يعبر المانش، مصري؟
لو لم تكن تعرف هذه المعلومة فاحفظها لتعرف أن العاهة لا تعني أبدا التسول!
*=*=*=*=*=*= *
الشحات المبدع!
هذا النوع من الشحاذين غير متواجد عندنا بكثرة للأسف، لكنة متوفر بكثرة في الغرب..
تجد شخصا واقفا على ناصية، يعزف شيئا ما على آلة موسيقية، أو يرسم بالطبشور عملا فنيا رائعا على الرصيف, وأمامه منديل أو طاقية تضع أنت فيها ما تراه مناسبا..
المزية الوحيدة في هذا الشخص هي أنه منتج فعلا.. يعزف أو يرسم لك لتستمتع بفنه وتعطيه نظير ذلك.. إيه الحلاوة دي؟؟
لا يوجد هذا النوع عندنا بكثرة للأسف رغم أننا نعاني نقصا حادا فيه.. لذا أناشد السادة المسئولين باستيراد صنف (الشحات المبدع) وتصدير كل الأنواع السابقة، لأن عندنا اكتفاء فيها كما أننا مش عايزينهم أصلا.. لو تحقق هذا المشروع القومي العظيم لامتلأت العاصمة بالفرق الفنية والاستعراضات.. يعني مثلا وانت واقف في إشارة، تلاقي واحد طبال ماشي ومعاه رقاصة بتعمل فاصل من الرقص الشرقي.. تخيل كده المنظر!!! هاهاهاها.. تصدق منظر عبيط فعلا!!
*=*=*=*=*=*= *
الشحاتة بالأطفال
في هذا النوع يتم استغلال الأطفال في الشحاتة.. تحمل الشحاتة طفلا رضيعا لتشحت به، إلى أن يصل لسن تؤهله لممارسة الشحاتة بنفسه!
أذكر أنني في أحد المرات جاءتني متسولة تحمل طفلا.. وطلبت في بؤس بعض المال كي - يعمر الله بيتي أو شيء ما من هذا القبيل!- فقلت لها كي أختبر صدقها:
- باقول لك إيه..والدتي تحتاج خادمة لتنظف المنزل.. وستعطيك ما تريدين.. ما رأيك؟"
في الأحوال الطبيعية أفترض ان تحلق المرأة في السماء أو ترقص فرحا! لكن تخيل ما حدث!!!
نظرت لي في دهشة ورقعت ضحكة ساخرة فرجت علينا الشارع.. وقالت في استخفاف:
- " ليه يا بيه؟ إنت فاكرني مش لاقية شغل؟؟ "
*=*=*=*=*=*= *
من الآخر
هل عرفت الآن مدارس الشحاتة المختلفة؟ كلمناك عن التقنيات والأساليب العلمية الحديثة في علم الشحاتة.. فقط يلزمك التدريب والمثابرة لو كنت قد قرأت هذا الموضوع بنية الإحتراف.. فربما تترقى في المهنة،فيصبح لك في المستقبل منطقة خاصة بك لا ينازعك في ملكيتها أحد زملاء المهنة..يعني يبقى من حقك تتخانق معاهم وتقول: " دي منطقتي! "
لا تيأس واعلم أن الممارسة والتطبيق العملي هما نصف التعلم.. ركز بقى استعدادا للامتحان الذي سيجريه قسم (إشتغالة) قريبا للمتقدمين لمنصب (شحات متفرغ).. تقدم الطلبات للسيد (شحات شحتة شحاته الشحتاوي) رئيس لجنة الإختبار.. وتذكر دائما الحكمة القائلة:
(وما نيل المطالب بالتمني.. لكن تؤخذ الدنيا شحاتة