يوم ليس كـ مثله من الأيام ..
عدنا من جديد لنعانق الحروف ونكمل المسير بصحبة القلم
.
.
أعلم ياقلمي أن الحزن والألم يرهقك و يكاد يخنقك
فـ أعذرني ولا تلمني فـ صمتي دائماً يغلبني
وهذا هو قدرك الذي رمى بك بين أنامل
مرهقه , متعبه ,
متألمه
فـ لا أحد هناك يقاسمني تلك الهموم والأحزان بكل
تقاسيمها وتفاصيلها غيرك
تعال معي لنلملم بقايا تلك الوريقات المتناثرة من خمائل بوح
أجزاء تلك الحكايه التي لم تكتمل ..
رافقني لنتجول بغابات الحروف لنبتكر أسراراً نسد بها ثقوب الآلام
ستسير معي في هذه الليله الشتوية الباردة لـ نحكي لكل
من يمر على ذلك الشاطئ الحزين قصة لـ فتاة تدعى ...
كانت تقضي كل لياليها الحزينة ترتشف
مخملية البقاء رغم الألم الذي كان يعتريها
كانت تتجول في برد ليالي الشتاء القاسي تبحث
عن بقعة أمل دافئه ..
كانت تموت آهاتها في كل ليله وتولد صبيحة كل
يوم بولادة عسرة تكاد ولادتها أن تميتها
كانت تحاول أن تخفي ألمها وحزنها ودموعها عن من
يعيش حولها ..
كثيراً ماكانت تبكي على عتبات الواقع الذي
أعتاد بتلذذ سرقة أحلامها ..
لكنها لم تكن تبالي ما أن أنهى لها الزمن وقدرها
نهاية لحزنها يوماً أو لا ..
كان كل همها أن ترى كل من حولها سعداء .. يبتسمون
كانت دائماً تردد لاشك
مثل هذا الحزن سيكون وليد لفرح يوماً ما
كثيراً ما كانت تخط بـ أناملها المرهقه من عناء السنين على
حبات الرمال النديه بـ أن غداً سيكون أجمل
كثيراً ماكانت تنظر للأفق وتتهادى بهمساتها على
عزف قيثارة الأمل ..
كانت في كل ليله بعد أن تجعل للقمر أن يتخذ
مكانه وإطلالته المضيئة
تقف تتصفح أحلامها وتترك لها خيطاً من أمل لاأكثر ..
كانت تقف عند ذلك الشاطئ كثيراًً تتأمل السماء وترسم
أحلامها وأمانيها من جديد رغم أن أحلامها الماضية كانت
تموت أمام عينيها إلا أنها مصره أن تحقق
أحلامها البسيطه مهما كلفها ذلك ..
فهي مؤمنه جداً بـ أن الأمل يداعبها دون أن تدري في كل
لحظاتها حتى في أمر حزنها تشعر بوجوده ونوره هناك حيث
لا أحد يحسس به وكأنه تلك الطاقة الخفيه التي
تتزود بها في رحلة الشقاء ..
لكن متى سيولد فعلاً ومتى
ستلتمسه مباشرة هذا ما لا تعرفه ..؟!!
أظنها مازالت هناك جالسه عند شاطئ البحر غير مبالية
لبرودة الجو القارص تجمع الأصداف بكل بهجة وكأنها تسترجع
بل تعيش مجدداً لحظات ذكرى الأمس الجميله ..
أخالها الآن ملئت رمال ذلك الشاطئ
بهمساتها وعباراتها المعتادة
غداً سيكون أجمل ..
مازال هناك أمل ..
الأمل يختفي لكنه لا يموت ..
الأمل .. أمل .. أمل
لدرجة أنها تشعر أحياناً أن الأمل مل منها لكثرة
أنتظارها له وهي لم تمل ..
كانت تقتل الحزن بتفاؤلها وتخنق الصراع الذي بداخلها يهاجمها
كانت تقتله بذلك الأمل الخفي والسر المكنون الذي تحتفظ به ..؟!!
فجأة بدون أي مقدمات معلنه بـ أن هناك عاصف قادمة
بدأت الأرض تهتز تحت قدميها
بدأت الرياح تعصف بشدة من حولها
بدأت أمواج البحر بـ الهيجان
أرتطمت بقوة بـ أمواجـه العنيفة
قاومت وحاولت وتماسكت لكن
قدماها غاصت بالرمال التي تحولت فجأة إلى
وحش رملي يفتت ويبتلع كل من يقف بوجهه
كانت نظراتها تلتفت هنا
وهناك رفعت رأسها المندس في
أحضان الألم وكأنها تقول
للسماء مازلتِ جميلة رغم الضباب الذي يخفي جمالكِ
تلتفت للبحر الهائج وكأنها تقول له
حتى بهيجانك وتمردك مازلت رائعاً ..
فـ تلتفت لهمساتها التي خطتها بيديها على الرمال وقد
طمستها أمواج البحر أثناء امتزاجها بـ التراب
كان في عينيها حزن عميق وألم يُموت قلبها عندما فقدت حروفها
سرعان ما مر أجمل شريط من ذكرياتها أمام عينيها وكأنها
تطلب منه أن يسعفها ويخفف من قوة الألم التي
تمتص بجذورها للأرض ..
حينها تجمعت كل وجوه الأحبه حولها
كأنها تودع الحياة بـ إبتسامتها وسعادتها لـ وجود
أحبتها حولها وقت أحتضارها
كانت تنظر للبعيد تسمع صوت يتنفس وضربات لـ قلب متسارعه
تسمع أنين وبكاء قد أخترق قلبها
لكن الظلام كان قاسياً فقد أحتجب الرؤى عنها
لكنها أدركت في تلك اللحظات المحتضرة بـ أنها
مرت بكل فصول الحياة ..
وبينما هي تستنجد بـ أجمل ذكرياتها ...
سمعت صوتاً مخيف يناديها وكأنه يصرخ بوجهها
قائلاً
مادمتِ تحتضرين و سترحلين فـ أجمعي بقاياكِ خلفكِ
حينها بدأت على ملامحها الاستسلام
أخذت تنظر للسماء تصلي وتتوسل وعينيها نطقت
بما أرادت أن تقول ..
قالها حزن عينيها لا تطلب الحياة من قلب ميت
لك أن تسمع أنين أمواج حزني التي تتكسر على الصخور
هذه البقايا سـ أخذها معي ..
أما بقايا الأمل والمحبة سـ أتركها لتنطلق
بحرية بسماء أحبتي كذكرى لي
أنا أعلم بـ أني لن أعيش طويلاً ..؟!!
أن لم أمت اليوم فـ غداً حتماً سنلتقي
فرفقاً بي أيها الموت فـ أنا راحله
لكن أمهلني للحظات فقط دعني أنهي حكايتي أولاً
دعني أدون أسمي وعنواني بـ الأمل في
أخر صفحات حياتي ..
دعني أروي قصتي التي لم تزل قيثارتها تحمل
من النغم أجمل الألحان ..
دعني أخبر أحبتي بـ أن بالأمس كانت لي قصه في
عبق الزهور تتراقص على نغمات الحلم الجميل ..
دعني أستحضر الأمل الذي رافقني بكل
أيامي بـ حلوها وحزنها ومرها
فـ كم غذيته وأهتممت به كالطفل الذي يربى بـ أحضان والداته
لئن لا يكون في يوم من الأيام حلماً عابراً
فقد علمته أن يولد كل يوم حتى بعمق الألم لـ يرسم
البسمة على الشفاه الحزينة ..
علمته أن يزور كل أحبتي لـ يتوغل بصدورهم
وبينما هي تعتبر في الرمق الأخير و استحضارها للأمل
بدأ زئير إنفجار الموت يقترب شيئا فشيء
نثر عنها غبار الحزن بأنفاسه القوية
وبدأت مخالبه ترتكز بجسدها الواهن لـ ينتزع وجودها
من الحياة معلناً بـ أن نهاية ذلك القلب النازف
أشرفت على الانتهاء ..؟!!
.
.
.
ربما ستستطيع أن تعبر حاجز الموت وربما لا ..؟!!
.
.
.
لا تعلم ..؟!!
كل ما تعرفه جيداً بأن كل أحلامها تبلورت عند
ذلك الشاطئ ..
وعلى نفس الشاطئ أنكسرت هي و تلك
الأحلام ساعة ميلادها ..
.
.
لا تعلم هل سيمهلها القدر لئن تستبدل عنوانها بما كانت تحلم به
كل ما تعرفه بـ أنها مسرورة لأنها التقت يوماً ما مع
ذلك الأمل الخفي عند مرسى المحبه والإنسانية
ودونت
اسمه بين جدران قلبها رمزاً للوفاء
وعاهدت نفسها بـ أن تحكي عنه بكل اللهجات وبكل اللغات
سيبقى نجمها ونبضها المتدفق
سـ تبقى تذكره دوماً حتى لو خانها القدر
سـ تبعد أشباح الليل عن طريقه وتقصده لترسم
له ملامح المحبه في الأفق طالما أنها تناشد
بوجوده ووجودها من خلاله
كم تتمنى الآن لحروفها هذه أن تعبر الزمان وتجتاز
الحدود وتملأ رحب الأرضْ لـتصنع بستان من بساتين الزهر
على أرضه لـ تروي كل زهره منها
عن حكايتها التي مازالت تداعب عبق الزهور
.
.
لذلك سـ أكتب وأكتب عن حكايتها ربما أستطيع
يوماً ما أن أكمل الفصل الأخير لأنهي تلك الحكايه التي
بدأتها بـ النهاية السعيدة أو حتى بالنهاية المرضيه نوعاً ما
رغم أن في بعض الأحيان تُصيب حروفي بلمسة
السكون فأخضع لها دون إرادة
إلا أن هناك عهد بيني وبينها بـ أن