غادر الرئيس اللبناني
اميل لحود القصر الرئاسي عند منتصف ليل الجمعة-السبت، وهو موعد انتهاء
ولايته، بعدما اصدر بيانا، هو الاخير في ولايته التي دامت 9 اعوام، طلب
فيه من الجيش اللبناني حفظ الامن في البلاد بحجة "توفر مقتضيات حال
الطوارئ".
وفي كلمة اخيرة قالها
لدى مغادرته القصر: "اغادر وضميري مرتاح ويجب ان يتم التوصل الى رئيس
وفاقي بكل ما للكلمة من معنى لان كل الدول مهما كانت كبيرة لا تستطيع ان
تفرض على لبنان ما لا يتفق عليه اللبنانيون".
وفي شوارع العاصمة
بيروت، وبخاصة في المناطق الموالية لزعيم الاغلبية النيابية سعد الحريري،
خرجت حشود من المواطنين للاحتفال بمغادرة لحود الحكم، ونقلت قنوات التلفزة
العربية واللبنانية مشاهد هذه الاحتفالات التي اطلقت خلالها الالعاب
النارية.
واشار البيان الاخير
للحود الذي تلاه رفيق شلالا الناطق باسم الرئاسة اللبنانية ان "اخطار حالة
الطوارىء في جميع اراضي الجمهورية اللبنانية توافرت وتحققت اعتبارا من
تاريخ 24 تشرين الثاني 2007".
وتابع البيان انه
استنادا الى ذلك يعلن رئيس الجمهورية "تكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في
جميع الاراضي اللبنانية، ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه، وذلك اعتبارا
من تاريخ 24 تشرين الثاني2007".
في غضون ذلك، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جميع الاطراف في لبنان على التوصل الى اتفاق سياسي بأسرع وقت ممكن.
بان يحث على الاتفاق
وقال بان في بيان صدر عن
الامانة العامة للامم المتحدة ان "على المسؤولين اللبنانيين تحمل
مسؤولياتهم والتصرف وفقا للآليات الدستورية اللبنانية بطريقة سلمية
وديمقراطية".
في المقابل رفضت الحكومة اللبنانية إعلان الرئيس وقال مسؤول بمكتب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إن قرار لحود غير دستوري.
ووفقا للمادة 62 من
الدستور اللبناني تنتقل الصلاحيات الى مجلس الوزراء، اي الحكومة التي
يترأسها فؤاد السنيورة والتي لا تعترف المعارضة بشرعيتها بعد انسحاب
الوزراء الشيعة منها منذ بضعة اشهر.
من ناحية أخرى أعلن زعيم
التيار الوطني الحر المعارض، العماد ميشيل عون سحب مبادرته التي تقدم بها
لحل أزمة الرئاسة بعد رفض الاغلبية لها، وعودته كمرشح رئيسي للرئاسة.
عون: انتهت المبادرة
وقال عون مساء الجمعة:
""من المؤسف حقا أن المبادرة الإنقاذية، وهي مبادرة الساعات الأربع
والعشرين الأخيرة قبل انتقال الحكم الى الفراغ، أجيبَ عنها في نصف ساعة،
مما يدل الى عدم وجود نية لقبولها".
واضاف عون ان "مفعولَ
المبادرة انتهى اليوم (الجمعة) الساعة العاشرة ليلا، لأن الوضعَ ابتداء من
السبت سيكون مختلفا تماما ولن يكون هناك رئيس للجمهورية وموقف المعارضة
سيكون موقفاَ آخر".
وتمنى عون على حلفائه في المعارضة "ان يتعاملوا مع الفريق الآخر على اساس انه (أي عون) مرشح ثابت في المعادلة الجديدة".
وكان رئيس مجلس النواب
اللبناني نبيه بري قد اعلن تأجيل جلسة الانتخاب الى اليوم الأخير في شهر
نوفمبر/تشرين ثاني، وذلك بعد عدم توفر نصاب ثلثي النواب المطلوب لانعقاد
جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وكانت المعارضة قد قالت سابقا انها لن تذهب الى جلسة الانتخاب قبل الاتفاق على اسم رئيس جديد.
جنبلاط: السلم الاهلي اولا
وفي تعليق له على تأجيل
الجلسة، قال زعيم الحزب الاشتراكي وأحد أبرز وجوه فريق الأغلبية النيابية
وليد جنبلاط، إنه حريص على السلم الأهلي في البلاد وحريص على التوافق بين
القوى السياسية اللبنانية.
أما النائب عن حزب الله
حسين الحاج حسن فشن هجوما على حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير
جعجع، وقال إنه يعمل ضد التوافق، وأكد على تمسك حزب الله على التوافق بين
القوى السياسية في البلاد.
وافادت مراسلة بي بي سي
في بيروت كيم غطاس إن الوضع متوتر للغاية، كما أن قوات من الجيش اللبناني
منتشرة في العاصمة لتأمينها في ظل هذه الأجواء.
الجدل الدستوري
وتعذر الاتفاق بين قوى
المعارضة وقوى الموالاة على الرغم من الوساطات العربية والدولية التي
بذلت، اذ حاول وزراء الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير والاسباني ميغيل
انخيل موراتينوس والايطالي ماسيمو داليما تقريب وجهات النظر بين الطرفين
بهدف التوافق.
يذكر ان الاكثرية لطالما
هددت بممارسة ما تعتبره حقها الدستوري بانتخاب رئيس بالاكثرية البسيطة، اي
نصف النواب زائد واحد، مشيرة الى ان نص الدستور لا يلحظ ضرورة تأمين نصاب
ثلثي النواب.
الا ان للمعارضة رأي
مغاير، اذ تقول ان نصاب جلسة الانتخاب يجب ان يتألف من ثلثي النواب، وان
اي انتخاب بغير ذلك سيكون غير شرعي وغير دستوري ولن يتم الاعتراف به.
الرئيسية 
أحدث الصور 
الإثنين ديسمبر 10, 2007 5:38 am