حياه بلا هدف

تجرى الايام بسرعة وتتبدل الاحوال ، وتتغير الآمال، ويزداد الانسان كل يوم تجربة ووعيا وتفكرا فى مستقبل حياته، الذى يخيم عليه جو الغموض والابهام ، ويقضى الانسان جل اوقاته فى البحث عن نفسه، وسر الوجود ومصادر السعادة ، فلا يجدها لانعدام الرؤيا ومعالم الطريق ، تضيع ايام واووقات الانسان سدى ، فى عالمنا المضطرب، المفعم بالاحداث والمشاكل الحياتية اليومية ، والانسان تنغلق فىوجهه السبل فيقف حائرا بين مفترق الطرق ، ممزقا بين الرغبة والضياع، بين الرغبة فى تحقيق احلامه ، فيعجز عن بلوغها، والوصول اليها ، فينتابه الحزن والالآم والضياع وسط الزحام ،فالضياع يعيش فيه انسان هذا العصر التائه الذى يحيا فى حياته بدون برنامج مرتب ، ولاهدف مقرب. ولمواجهة الام وجروح الحياة ومشاكلها المعقدة، والقضاء على الوحدانية القاتلة ، والوحشة والغربة القاتمة ، لابد للانسان العاقل من ايجاد شريكة الحياة يعتمد عليها فى النوائب، تكون له معوانا لمواجهة شر العواقب ، تشاركه فى افراحه واحزانه، وتعيش معه فى السراء والضراء ، الايام المرة والحلوة ،واما ان يبقى الانسان يعيش وحده بدون شريكة الحياة بدون انيس ولا رفيق فذلك من اسباب حزنه وازدياد غربته. أشقىالناس الكتاب والشعراء والفنانيين، يعيشون حياة وحدانية فريدة خاصة بهم تختلف عن حياة الناس العاديين البسطاء، وأسعد الناس عباد الرحمان المذكورة اوصافهم فى القرآن ،الراكبون فى سفينة التقوى ، الذين اتبعوا الهدى ونهوا النفس عن الهوى ،فهم خير البرية ، عرفوا سر الوجود، وأدركوا سعادة الدار الفانية والباقية ،و هم السعداء الخالدون ورثة جنة الخلود الابدى.
ارجو الرد